إعلانات

موقف إنساني نبيل للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني

خميس, 21/11/2019 - 12:38
الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني

في نهاية العام 2010 زرت العاصمة السودانية الخرطوم وأقمت في أحد فنادقها، لكن هذا المقام لم يطب، فرغم ما تعنيه الخرطوم وأم درمان بالنسبة لي وما يسبيني به منظر "المقرن" نقطة التقاء النيلين الأبيض والأزرق؛ فقد سبب لي عدم توفر الشاي على الطريقة الموريتانية بنوبات صداع ظلت مستمرة رغم تناولي للأدوية والمهدئات المضادة للألم!
بدأت أسأل عن مكان إقامة لأحد الموريتانيين، فدلني أحد الشناقطة (سودانيون من أصول شنقيطية) على شقة يقيم فيها طلاب موريتانيون.
طلبت من صاحب سيارة أجرة أن يوصلني إلى العنوان الذي أعطاه الشنقيطي، وفعلا ذهب الظمأ واستعدت علاقتي بالشاي على الطريقة الموريتانية الذي يعده الإخوة الطلبة الذين غمروني بكرمهم.
كانوا من مختلف الجهات ويدرسون في مختلف التخصصات؛ من بينهم طلاب في كلية الآداب وآخرون في الطب وغير ذلك من التخصصات الهندسة، القانون...، أذكر أني صادفت عند سكن الطلاب ضابطا أو اثنين متوجهين إلى "بور سودان" للاستفادة من تكوين في مجال الطيران في كلية حربية.
الشقة رغم تواضعها كانت مطلة على أحد أهم شوراع الخرطوم وكانت تحمل بطبيعة المقيمين فيها وتنوع همومهم صورة مصغرة عن موريتانيا الموحدة التي يطمح أبناؤها من مختلف التخصصات والجهات إلى اكتساب العلم.
ما فاجئني في موضوع الشقة أن تكلفة إيجارها كانت على الحساب الشخصي لمحمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يتكلف شهريا بدفع كل المستحقات المترتبة على استغلالها.
هذه هي علاقة فخامة رئيس الجمهورية بالعلم والتعليم، وهذا هو الأثر الذي أراد أن يتركه في السودان التي كانت مستقرا لعلمائنا ومقاما لحجيجنا، وهذه هي الرسالة التي أردت أن أبين بها لطلابنا الراغبين في التسجيل والطامحين إلى إعادة النظر في شروط النجاح والقبول، أن الفترة فترة اهتمام بالراغبين في التحصيل.

نقلا عن صفحة الأستاذ / محمد ولد سيدي عبد الله.