
عندما طال عليهم الأمد تفتقت ذهنيتهم عن تمتين الأواصر مع الأثرياء العائدين إلى حضن القبيلة بحثا عن المنعة في وجه القانون. مبدئيا، ليس في الأمر من غرابة ولا غضاضة، فأطماع الساسة ومصالح الأثرياء تتزاوج في الغالب، وسوس هؤلاء وأولئك ينخر القبيلة والدولة على حد السواء. لكن السياسيين جاوزوا المدى، عندما زينت لهم مصالحهم الضيّقة أن يطلّوا على المناصب من نافذة التاريخ، فنكأوا الجراح واستدعوا الحساسيات وكفروا بالدولة في وضح النهار.