قال رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان، علي أبو ياسين، إن "توجّه إدارة ترامب لإدراج فروع من جماعة الإخوان المسلمين – ومن ضمنها الجماعة الإسلامية في لبنان – على قوائم الإرهاب يأتي في سياق سياسي وإقليمي ودولي بالغ التعقيد، تتقاطع فيه اعتبارات أمن إسرائيل والضغوط الانتخابية واللوبيات النافذة في الولايات المتحدة، إضافة إلى تداعيات حرب غزة وطبيعة العلاقة المتوترة بين الحركات الإسلامية ودول الثورات المضادة".
واعتبر أبو ياسين، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "هذا القرار الأمريكي لا يمكن فصله عن المشهد الأكبر الذي تعيد فيه واشنطن رسم تموضعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط عبر دعم المشروع الإسرائيلي، وتوسيع مسار التطبيع، وإعادة هندسة البيئة السياسية في المنطقة بما يخدم رؤيتها الاستراتيجية للمرحلة المقبلة".
وكشف أن "لدى الجماعة الإسلامية خططا عملية قيد التحويل إلى مشاريع قانونية ودبلوماسية وإعلامية متكاملة، تهدف إلى مواجهة الافتراءات والرد عليها ضمن الأطر القضائية الدولية، وإثبات الطابع القانوني والمؤسساتي لعمل الجماعة وشفافيته"، مشيرا إلى أن "هذه المسارات تهدف إلى حماية مؤسسات الجماعة من أي تجميد أو حظر محتمل".
وذكر أن أمام الجماعة حزمة واسعة من الخيارات ستتم معالجتها بمنهج تخصصي وتكاملي، موضحا أنها ستستخدم "المسار السياسي للدفاع عن شرعية عملها، والمسار الإعلامي لتفنيد المزاعم، والمسار القانوني لمواجهة أي استهداف غير مشروع، إضافة إلى مسار دبلوماسي يهدف إلى التواصل مع الجهات الدولية المعنية وتوضيح الصورة الحقيقية بعيدا عن الدعاية والتحريض".
ولفت أبو ياسين إلى أنه "لا علاقة للجماعة الإسلامية في لبنان مع الولايات المتحدة، ولم يُعرف عنها يوما أنها هدّدت مصالحها أو استهدفت وجودها"، كاشفا أن "فكرة إيجاد وسطاء للتواصل وإعادة تقييم الموقف الأميركي تبقى أمرا محتملا، إذا كان ذلك يسهم في تصحيح صورة مشوّهة أو مواجهة روايات ملفّقة لا تمت إلى الواقع بصلة".
وتاليا نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":
كيف تقيّمون دوافع إدارة ترامب في إدراج فروع من جماعة الإخوان المسلمين – ومن ضمنها الجماعة الإسلامية في لبنان – على قوائم الإرهاب؟
يأتي هذا التوجّه في سياق سياسي وإقليمي ودولي مشحون وبالغ التعقيد، تتقاطع فيه أمن إسرائيل وأولويات الأمن القومي الأمريكي، وحسابات الداخل الانتخابي، والضغوط المتصاعدة من اللوبيات المؤثرة، إضافة إلى تداعيات حرب غزة، وطبيعة العلاقة المتوترة بين الحركات الإسلامية ودول الثورات المضادة؛ فقرار كهذا لا يمكن فصله عن المشهد الأكبر الذي تعيد فيه واشنطن رسم تموضعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط، بما يشمل دعمها الواضح والكبير للمشروع الإسرائيلي، وتوسيع مسار التطبيع، والسعي إلى إعادة هندسة البيئة السياسية في المنطقة بما يخدم رؤيتها الاستراتيجية.
.gif)
.jpg)
