إعلانات

موريتانيا و الجزائر .. مساران لخط الهجرة السرية إلى اروبا

ثلاثاء, 18/11/2025 - 06:22

حذّر تقرير لصحيفة ABC الإسبانية من بروز الجزائر وموريتانيا كمسارين رئيسيين جديدين للهجرة غير النظامية نحو أوروبا، في وقت تتصاعد فيه مخاوف الأجهزة الأمنية الأوروبية من توظيف روسيا لمنطقة الساحل ضمن ما يوصف بـ«الحرب الهجينة» التي تستغل الهشاشة الأمنية وتدفّقات المهاجرين للضغط على أوروبا.

ووفق التقرير، فقد شهدت السواحل الجزائرية خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المهاجرين الذين اتخذوا منها نقطة عبور رئيسية نحو إسبانيا، بعدما كانت ليبيا والمغرب المسارين الأكثر استخداماً سابقًا. وتشير المعطيات إلى أن جزءاً كبيراً من الوافدين إلى جزر البليار وألمرية ينحدرون من دول جنوب الصحراء، لكنهم عبروا الأراضي الجزائرية للوصول إلى البحر.

وفي الاتجاه نفسه، أصبحت موريتانيا — وفق التقرير — محطة محورية في المسار الأطلسي نحو جزر الكناري، مع ازدياد نشاط شبكات تهريب البشر التي تستغل الامتداد الساحلي الواسع وصعوبة الرقابة في مناطق نائية. وتخشى السلطات الأوروبية من أن يشهد هذا الطريق، الذي كان قد عرف انخفاضًا في السنوات الماضية، عودة قوية بفعل الضغوط الأمنية التي تُمارس في مناطق أخرى.

التقرير يربط هذا التحوّل بتصاعد الحضور الروسي في الساحل، سواء عبر الشركات الأمنية أو اتفاقيات التعاون العسكري، مشيراً إلى أن هذا النفوذ يمنح موسكو قدرة على التأثير في ديناميكيات الهجرة، عن قصد أو كنتيجة جانبية لاضطراب التوازنات الإقليمية. وتعتبر أجهزة الاستخبارات الأوروبية أن تفاقم الفراغ الأمني في مالي والنيجر، وتنامي نفوذ مجموعات مسلّحة مستفيدة من الدعم الخارجي، يخلق بيئة تسهّل حركة المهاجرين وشبكات التهريب.

ويخلص التقرير إلى دعوة الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز التعاون السياسي والأمني مع الجزائر وموريتانيا، وإلى دعم قدرات مراقبة الحدود في البلدين، إضافة إلى معالجة جذور الهجرة في دول المنشأ، لتفادي انفجار موجات جديدة قد تتحول إلى أزمة إنسانية وسياسية في جنوب أوروبا.