عاد الحديث مرة أخرى بقوة عن قضية عضو مجلس النواب الليبي المختطفة، سهام سرقيوه بعد نشر مدونين وصحف لصورة زعموا أنها لها وهي تحت التعذيب ومحاولة الاغتصاب على يد مسلحين تابعين لكتيبة تتبع لقائد قوات الشرق الليبي، خليفة حفتر.
وانتشرت صورتان للنائبة إحداها تزعم أنها تحت التعذيب على يد مسلحين، والثانية لجثة متفحمة وعليها آثار تعذيب يزعم أنها لسرقيوه، وهو ما لم تؤكده أو تنفيه أي جهة رسمية في شرق ليبيا حتى الآن.
"مساءلة حفتر ورفض ترشح العسكريين"
وقبل اختطافها بأيام قليلة أعلنت عضو البرلمان عن مدينة بنغازي، سهام سرقيوه عن رفضها عسكرة الدولة، وطالبت رسميا عبر جلسة للمجلس بضرورة وضع مادة دستورية صريحة، تمنع العسكريين والأمنيين من الترشح للانتخابات الرئاسية، مؤكدة أن غالبية الدول، لا تسمح لفئة العسكريين والأمنيين، بالترشح للانتخابات عدا دول أمريكا الجنوبية.
وأكدت أيضا أنه "إذا أراد الليبيون حقا بناء دولة ديمقراطية، تحقق أهداف الثورة ضد القذافي ويتداول فيها على السلطة، فإن الجيش يجب أن يحمي الشعب ولا يتدخل في العملية السياسية".
ومن مواقفها أيضا رفضها للحرب التي شنتها قوات حفتر ضد العاصمة طرابلس، وطالبت بإيقافها فورا، بل وتقدمت بطلب لمجلس النواب بضرورة استدعاء خليفة حفتر للمساءلة أمام المجلس، مؤكدة أن مساءلة حفتر مهمة جدا.
"إخفاء وتعذيب واتهام عائلة حفتر"
وبعد تصريحاتها ومواقفها التي أعلنتها عبر إعلام حفتر نفسه، قامت مجموعة مسلحة في تموز/ يوليو 2019 باقتحام منزل سرقيوة والاعتداء عليها وإطلاق الرصاص على قدم زوجها، واقتيادها إلى مكان مجهول.
وذكرت المدونة والناشطة الليبية من الشرق في حينه، نادين الفارسي نقلا عمن أسمتهم مصادر عسكرية أن "أوامر القبض والاختطاف لسرقيوة صدرت من قبل خالد نجل خليفة حفتر عبر كتيبة طارق بن زياد وقوات الصاعقة وأن هذه القوات اقتادت النائبة إلى معسكر يتبع الكتيبة وهناك تم تعذيبها واغتصابها ثم قتلها ودفنها في نفس المكان"، وفق مزاعمها.
ومنذ اختطافها غابت كل الأنباء الرسمية حولها وسط حالة تنديد واسعة دوليا ومحليا، ومع تسارع الأحداث كادت قضية سرقيوة أن تنسى، إلا أن تسريب صور للنائب في البرلمان، إبراهيم الدرسي وهو مقيد بالسلاسل أعادت القضية للواجهة.
ويجرّم القانون الليبي التعذيب والإخفاء القسري، ويعاقب بالسجن مدة لا تقل عن سبع سنوات كل من خطف إنساناً أو حجزه أو حبسه أو حرمه على أي وجه من حريته الشخصية بالقوة أو بالتهديد أو بالخداع.
فما التداعيات المحلية والدولية المتوقعة بعد الحديث عن تعذيب واغتصاب وقتل سرقيوة على يد قوات تابعة لحفتر وعائلته؟
"صمت وخوف"
وتواصلت "عربي21" مع عدد كبير من أعضاء مجلس النواب الليبي للتعليق على الصور المسربة وموقفهم كأعضاء من قضية زميلتهم سرقيوة، إلا أن كل من تواصلنا معهم رفضوا التعليق في إشارة ضمنية لخوفهم من نفس المصير، خاصة أن أغلبهم مقيم في مناطق نفوذ قوات حفتر.