يشكل مصطلح الـ"100 يوم الأولى" أحد معايير السياسة الأمريكية، وتسلط فيه الأضواء على الرئيس الجديد، بعد تسلمه منصبه رسميا، ليعبر عن فترة اختبار أولية لقياس قدرته على الحكم وترجمة وعود الانتخابات التي أطلقها خلال حملته، على الواقع بعد دخوله البيت الأبيض.
ورغم أن الـ"100 يوم الأولى"، ليست قاعدة دستورية أو سياسية ملزمة، لكنها باتت تقليدا في ثقافة السياسة الأمريكية، وتهتم وسائل الإعلام والباحثون والمراقبون السياسيون به بصورة كبيرة، وتجرى أبحاث واستطلاعات رأي بناء عليه تحمل تأثيرا على الرأي العام والرئيس في الوقت ذاته.
ومع اجتياز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فترة الـ100 يوم الأولى، والتي شهدت قرارات صاخبة، فضلا عن مطبات وقعت فيها الإدارة، خاصة فضيحة تطبيق سيغنال، فإنها تبدأ التقييمات الأمريكية لأداء الرئيس بصورة مبكرة.
ونستعرض في هذا التقرير قصة الـ 100 يوم الأولى، وكيف ظهرت في السياسية الأمريكية:
كيف ظهر المصطلح؟
لم تعرف السياسة الأمريكية في تاريخها، هذا المصطلح، ولم يظهر إلا في عهد الرئيس فرانكلين دي روزفلت، عام 1933، الذي صعد إلى الرئاسة، وكانت الولايات المتحدة تعاني من فترة الكساد الكبير، واستغل فترة الـ 100 يوم الأولى، من أجل إطلاق برنامجه "الصفقة الجديدة"، لمواجهة التداعيات الاقتصادية الكبيرة.
ودعا روزفلت الكونغرس فورا إلى جلسة استثنائية، وأبقاها في حالة انعقاد طارئ لمدة 3 أشهر، وكان الديمقراطيون متحمسون لتنفيذ أوامره، إضافة إلى تعاون عدد من الجمهوريين.
وتقدم الرئيس الأمريكي بسلسلة مشاريع قوانين اجتماعية واقتصادية وعلى مستوى التوظيف، والتي ضخت الكثير من الأموال الفيدرالية لمساعدة العاطلين عن العمل، وخلقت فرصا للعمل، فضلا عن تحريك التداول، ورفعت من حركة البناء في مجالات أنظمة المياه ومحطات الطاقة ومؤسسات التأمين وحماية الحسابات المصرفية، وغيرها الكثير من المشاريع التنموية في فترة صعبة.
ونجح روزفلت بالمجمل في خطته، وقام الكونغرس بتمرير 15 مشروع قانون رئيسي، في فترة الـ 100 يوم الأولى، من رئاسته، وهو ما رسخ الفكرة في الثقافة السياسية الأمريكية، بحجم الإنجاز الكبير في هذه الفترة من بداية الرئاسة.