إعلانات

محطات من حياة رجل الاعمال عبدالباقي ولد أحمد بوها ــــــ بعيون ناشط حقوقي معروف

جمعة, 12/06/2020 - 12:34

بعد حصوله على البكالوريا توجه عبد الباقي إلى فرنسا لإكمال دراسته، وبعد تخرجه عمل في بنك
Crédit Industrie et Commercial
في مدينة ليل وتزوج فرنسية من أصول جزائرية أنجبت له ابنتين.
شاءت الأقدار أن يصادف طريق مولاي ولد العباس عند صديق مشترك، وكان مولاي في تلك الفترة قد ورث البنك الموريتاني للتجارة الدولية BMCI بعد وفاة والده رحمه الله، وكان في البحث عن شباب يساعدونه على دحر الحرس القديم، فعرض على عبد الباقي العمل معه ، فوافق هذا الأخير دون تردد.
وصل عبد الباقي نواكشوط وبدأ العمل بتفان وسرعان ما أعجب المدير الشاب، فأعطاه مسؤوليات جساما ، صار بعدها عبد الباقي بعدها هو الآمر
الناهي في البنك ، في خضم تلك الأحداث تعرف على شابة تدعى جيندا كانت تعمل كمتدربة في البنك، وهي من أسرة الوزيرة كمبا با صاحبة صناديق أكرا الذائعة الصيت. اقام معها علاقة وسرعان ما طلق زوجته وتزوج جيندا .
قدم عبد الباقي إلى مولاي ولد العباس مشروع منازل منخفضة السعر، فوافق مولاي من دون أن يدخل في التفاصيل وأعطاه جميع الصلاحيات كي يقوم بما يجب ، فقام عبد الباقي بإسم البنك - طبعا - بالحصول على قطع ارضية شاسعة غربي نواكشوط ، وفي نفس الوقت أطلق عشرات الشركات الوهمية،
وهكذا صارت شركاته هي المورد الوحيد لجميع أغراض بناء ما بات يعرف ب Cité BMCI .
تم بناء المنازل بأرخص المقتنيات و بالمقابل تمت فوترة كل منزل بأغلى سعر، وهو ما سهل لشركات عبد الباقي الوهمية تسجيل أرباح خيالية في وقت قياسي . وتم بيع جميع المنازل لزبناء البنك على أقساط شهرية مغرية جدا في البداية، ولكن العقد بين البنك والزبون يقتضي بأن يزيد المبلغ المدفوع كل ثلاثة أشهر تدريجيا وخلال أشهر قليلة يجد الزبون نفسه يدفع مبلغا خياليا، تماما كما وقع في
الولايات المتحدة إثر فضيحة Subprime crisis .
عندما بدأ صدى شكاوي الزبناء يصل إلى مسامع مولاي ولد العباس أمر بتحقيق داخلي كانت نتائجه أن عبد الباقي قام بعملية نصب واحتيال من الطراز الأول، ولكنها عملية بطلها البنك وضحاياها الزبناء، ففضل مولاي تحمل تكاليف تعويض الزبناء حفاظا على سمعة البنك وكذلك وفاء لتاريخ والده رحمه الله ، وتجنبا لفضيحة بنكية من العيار الثقيل ، واكتفى بتسريح عبد الباقي ولم يتقدم بشكوى إلى العدالة ضده .
خرج عبد الباقي من البنك ورصيده يحتوي مئات ملايين الأوقية. على سبيل المثال أياما بعد تسريحه قامت زوجته " جيندا " بشراء ما يربو على 400 مليون أوقية قديمة من العقار في نواكشوط ، واشترت كذلك منزلا في باريس وآخر في لاس بالماس وفتحت شركة متخصصة
في الإشهار تسمى BUTTERFLY بمعية مجموعة من المستثمرين منهم زين العابدين و لعمر وأخوه الشيباني أولاد ودادي وعبد الله بارو ومحمد لمام ولد اّبّنه نائب اكجوجت سابقا، ثم قام عبد الباقي بإطلاق بنك جديد يدعىNouvelle Banque de Mauritanie ( NBM )
ولكن سرعان ما أتضح للشركاء أن عبد الباقي لم يضخ نصيبه في البنك فسحبوا جميعا أسهمهم وتركوه هو وولد اّبّنه وحدهم. وأطلق زين
العابدين بنكا وحده وأطلق عبد الله بارو وأولاد ودادي بنكا آخر .
عندما وجد عبد الباقي نفسه على شفى الإفلاس بسبب تحمله مسؤولية البنك ، صار يبحث عن مستثمر جديد فلم يجده.
أثناء ذلك بدأت حملة النيابيات في أواخر 2018 فضربت زوجته خياما قرب مباني التلفزيون، زارتهم في إحدى الليالي تكبير السيدة الأولى آنذاك ، فأقاموا لها حفلا موسيقيا صاخبا رقصت فيه تكيبر وجيندا .
رجعت تكيبر إلى القصر و أوعزت إلى الرئيس بتقريب هذه "الشابة الزنجية المتفتحة، المتزوجة من بيظاني والتي تتكلم الحسانية بطلاقة"، فاستفسر عنها عزيز فإذا بها من أسرة وزيرته وكاتمة اسراره كمبا با، فقام بتعيينها وزيرة للشباب والرياضة في حكومة أحمد سالم ولد البشير ( تعيين سيثير كثير استغراب كون المعنية مجهولة على الساحة السياسية ) وإبان حملة الرئاسيات الأخيرة فرضها عزيز كمنسقة للجنة الإعلامية، ولكن غزواني بعد نجاحه لم يحتفظ بها في الحكومة الجديدة .
في أواخر أيام حكمه وفر عزيز الحماية لبنك عبد الباقي، نظرا لقرابته من المستثمر الوحيد المتبقي ولد اّبّنه وكذلك نظرا لعلاقته "الخاصة" مع جيندا. ولكن بعد ذهاب عزيز سرعان ما بدأت المشاكل ، وأمام عجز البنك عن تسديد شيكات المودعين وغيابه المتكرر عن جلسات البنك المركزي، وضع البنك المركزي اليد على بنك عبد الباقي وعين له مسيرا وعلق توقيع المدير ، بعد فترة جاء عبد
الباقي بمستثمر كندي أبدى رغبته في شراء البنك. ففرحت السلطات وطفق كبار رجالات الإقتصاد في البلد يكيلون المديح للمستثمر الجديد، وما زالت صفحات وسائل التواصل الإجتماعي تغص بتصريحات الشيخ الكبير ولد مولاي الطاهر وتعليقات عزيز ولد داهي، واللذان لم يكلفا نفسيهما عناء بحث بسيط على غوغل كان سيطلعهما على حقيقة المستثمر المزعوم .
سرعان ما أتضح أن المستثمر في الحقيقة لم يكن سوى شركة يملكها مواطن كندي الجنسية إيفواري الأصل تطارده الفضائح في كندا وساحل العاج. فقامت السلطات الموريتانية فور علمها يوم الرابع يونيو الجاري بإلغاء الصفقة وحجز جوازات سفر عبد الباقي وزوجته جيندا وشريكه ولد اّبّنه. وتم طلب دراسة لوضع خطة لتعويض أصحاب الودائع وإغلاق البنك بشكل نهائي .

نقلا عن صفحة الناشط الحقوقي / Hacen Abbe .