إعلانات

أول عمدة مسلم للندن يظفر بولاية ثالثة وانتكاسة كبيرة للمحافظين بالانتخابات

سبت, 04/05/2024 - 22:51

فاز رئيس بلدية لندن العمّالي الحالي، صادق خان بولاية ثالثة في منصبه، بعد يوم على فوز حزب العمال المعارض بعشرات المقاعد في الانتخابات المحلية.
وكان خان متفوّقا بفارق كبير على منافسته المحافظة سوزان هول، بعد إعلان كل مناطق العاصمة نتائجها في الانتخابات المحلية.
وخان هو أول بريطاني مسلم يتسلم منصب عمدة لندن.
وكان خان قد عبر عن فخره بأنه مسلم، وبأصوله الباكستانية، وقال إنه "لندني، بريطاني، من أصول باكستانية، ومشجع لنادي ليفربول".
انتكاسة كبرى
وتعرّض المحافظون الذين يتولون السلطة منذ 14 عاما في المملكة المتحدة، لأسوأ انتكاسة لهم منذ 40 عاما في الانتخابات التي دُعي فيها الناخبون للتصويت في انتخابات تشريعية فرعية فاز بها حزب العمال وتزامنت مع اقتراع لتجديد بعض المسؤولين المحليين في إنجلترا وويلز وفي 11 بلدية.
وأظهرت النتائج فوز حزب العمال بأكثر من 180 مقعدا ورئاسة 8 مجالس محلية إضافية، فيما خسر المحافظون نحو 470 مقعدا و10 مجالس محلية على الأقل.
وتعزز المكاسب الكبيرة التي حققتها المعارضة العمالية فرص تولي زعيمها كير ستارمر رئاسة الحكومة بعد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا العام.
وفي خطاب ألقاه عقب إعلان النتائج، قال خان إنه "يتشرف" و"فخور" بفوزه مضيفا أنه يأمل بأن تكون هذه السنة عام "تغيير كبير" مع "حكومة عمّالية".
سوناك "ينقذ الموقف"
وإلى جانب لندن، تُعلن السبت نتائج ستة انتخابات محلية أخرى في مدن كبرى، من بينها مانشستر وليفربول.
وفي ويست ميدلاندز حيث يسعى رئيس البلدية المحافظ آندي ستريت للفوز بولاية ثالثة، أفادت تقارير بأنه طلب إجراء إعادة فرز في إحدى الدوائر، وسط تنافس محموم للغاية.
والجمعة، أعلنت أربع نتائج مع انتخاب ثلاثة رؤساء بلديات من حزب العمال في إيست ميدلاندز ونورث إيست ويورك وشمال يوركشير، حيث تقع الدائرة الانتخابية لرئيس الوزراء، فيما احتفظ رئيس البلدية المحافظ بمقعده في تيز فالي.
ورحب ريشي سوناك بهذا الانتصار وهنأ الفائز، معتبراً أن ذلك دليل على أن المحافظين لا يزال بإمكانهم تغيير الاتجاه قبل الانتخابات التشريعية.
وساهم ذلك، بحسب وسائل إعلام بريطانية، في تخفيف حدة المعارضة لسوناك داخل حزب المحافظين في الوقت الحالي. وأكدت صحيفة التايمز أن رئيس الوزراء "أنقذ الموقف".
هجوم عنصري على خان 
وكشفت دراسة أجرتها وحدة البحث التابعة لمنظمة السلام الأخضر (غرينبيس) استخدام عبارات عنصرية ومعادية للإسلام ضد عمدة لندن صادق خان في مجموعات فيسبوك يديرها مسؤولون وأعضاء من حزب المحافظين في بريطانيا.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، قامت وحدة البحث بدراسة 36 مجموعة فيسبوك مغلقة تنتقد سياسات خان الذي ينتسب لحزب العمال.
وأشارت الدراسة إلى أن سياسة فرض رسوم يومية على السيارات ذات الانبعاثات العالية في لندن هي أشد السياسات المنتقدة في هذه المجموعات.
وشاركت منشورا يتهم خان بـ"محبة الإرهاب" و"بيع لندن للإسلاميين".
وأوردت منشورا آخر يشير إلى أن "قوى الظلام التي دمرت الأميرة ديانا قد تدمر هذا الطفيلي الطماع أيضا (في إشارة إلى خان)".
ونقلت منشورا كتب فيه "سيواجه خان انتفاضة شعبية كبيرة وسنشهد أوقاتًا لن يستطيع فيها المسلمون المشي في الطرقات".
من جانبه أعرب خان لصحيفة "ذا غارديان" عن أهمية هذا الموضوع له ولأسرته ولأمن موظفي بلدية لندن.
وقال إن حزبه تقدم بشكوى للشرطة بشأن تلك المجموعات.
الناخبون المسلمون 
وعلى الرغم من النتائج الإيجابية لحزب العمال في انتخابات عمدة لندن وفي انتخابات المجالس المحلية، قالت عضوة بارزة في البرلمان، إن حزب العمال يجب أن يعيد بناء الثقة مع الناخبين المسلمين، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وأشارت إيلي ريفز، نائبة منسق حملة حزب العمال، بحسب الهيئة إلى أن حزبها يحتاج إلى إعادة بناء الثقة مع الناخبين المسلمين، وسط رد فعل "عنيف" وواضح ضد موقفه من غزة.
كما أقرت بأن حزبها بحاجة إلى الكثير من العمل قبل الانتخابات العامة المقبلة.
وفي 58 دائرة محلية حللتها "بي بي سي" تُمثل نسبة المسلمين فيها أكثر من 1 من كل 5 أفراد- انخفضت حصة حزب العمال من الأصوات بنسبة 21٪ عن عام 2021، وهي المرة الأخيرة التي تم فيها التنافس على معظم المقاعد.